داعية ومفكّر إسلامي، الأمين العام للجماعة الإسلاميّة الأسبق في لبنان 1993 خلفاً للشيخ فتحي يكن (1992م حتى عام 2009م)، ورئيس جمعيّة التربية الإسلاميّة في لبنان، ورئيس بيت الدعوة والدعاة منذ تأسيسه عام 1990، وعضو اللجنة الإداريّة للمؤتمر القومي الإسلامي، والمرشد الديني لاتحاد المنظّمات الإسلاميّة في فرنسا ثم في أوروبا منذ عام 1986، ونائب رئيس المجلس الأوروبي للافتاء.

وكان مولوي من الشخصيات النادرة التي رشحت لمنصب المرشد العام للإخوان المسلمين من غير الإخوان المصريين، تقديرًا لمكانتة ودوره في الجماعة ليس في لبنان فقط ولكن في المنطقة العربية والقارة الأوروبية.

الميلاد والنشأة

القاضي الفقيه المستشار فيصل مولوي من مواليد عام 1941م بمدينة طرابلس بلبنان، والتحق بمراحل التعليم المختلفة حتى أنهى دراسة الحقوق في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية، كما درس الشريعة الإسلامية في كلية الشريعة في جامعة دمشق وقد حصل على إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية بكلية الحقوق والعلوم السياسية وذلك عام 1967م، ثم استطاع أن يحصل على إجازة في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق في كلية الشريعة وذلك عام 1968م، ثم حصل على شهادة الدراسات المعمقة من جامعة السوربون باريس.

وظائفه

عُيّن مولوي قاضياً شرعياً في لبنان سنة 1968م، وتنقّل بين المحاكم الشرعية الابتدائية في راشيا وطرابلس وبيروت، وفي عام 1988م عُيّن مستشاراً في المحكمة الشرعية العليا في بيروت وبقي في هذا المركز حتى استقالته سنة 1996م، وحاز المستشار فيصل مولوي مرتبة "قاضي شرف برتبة مستشار" بموجب مرسوم جمهوري رقم 5537 تاريخ 23 مايو 2001م.

العمل الإسلامى بأوروبا

أمضى فيصل مولوي في أوروبا خمس سنوات من 1980 حتى 1985م، واستطاع أن يؤسس في فرنسا الاتحاد الإسلامي والكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية، وأصبح مرشدا دينيا لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا ثم في أوروبا منذ سنة 1986 وحتى وفاته، وبقي على تواصل مع أكثر المراكز الإسلامية في أوروبا حتى رحيله.

ساهم في تأسيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في المملكة المتحدة في مارس 1997 تحت رئاسة الشيخ يوسف القرضاوي وهو نائب الرئيس.

اختارته الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض أثناء إقامته في فرنسا كأحسن داعية إسلامي في أوروبا ومنحته جائزة تقديرية.

أصبح الشيخ مولوي العميد المؤسس للكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في "شاتو شينون" في فرنسا منذ تأسيسها سنة 1990، وهي كلية للدراسات الشرعية بالمستوى الجامعي ومخصّصة للمسلمين الأوروبيين أو المقيمين بصفة دائمة في أوروبا وسائر بلاد الغرب، واستمرّ في هذا المنصب حتىّ سنة 1994م، وأصبح نائبا لرئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث حتى توفي.

الجماعة الإسلامية في لبنان

بدأ الشيخ فيصل مولوي العمل في الحقل الإسلامي في عام 1955، وفي العام 1956 تأسس أول مركز لجماعة عباد الرحمن في طرابلس، واختير مولوى أميناً عاماً لها، وكانت الجماعة في بيروت تنشر فكرها وتوسع نطاق عضويتها دون أن تعتمد مساراً سياسياً محدداً، وفي عام 1964 برزت "الجماعة الإسلامية" بشكل رسمي، وافتتحت مركزها في بيروت، وأصدرت "مجلة الشهاب" في 1 كانون الأول 1966، وكان أول أمين عام للجماعة هو الأستاذ فتحي يكن، إضافة إلى بقية المؤسسين: فايز إيعالي، محمد كريمة، محمد دريعي، وإبراهيم المصري.

ثم اختير مولوى كأمين عام للجماعة الإسلامية خلفا للدكتور فتحي يكن منذ 1992م حتى عام 2009م.

رؤاه الفكرية

يرى مولوى أن أهم أولويّات الجماعات الإسلاميّة في هذه المرحلة نشر وعي إسلامي حقيقي بقضايا الإسلام وقضايا الأمّة، ونبّه إلى وجود مؤامرة عالميّة وأمريكيّة على وجه الخصوص تهدف إلى زيادة تمزيق الأمّة الإسلاميّة عن طريق افتعال صدامات كثيرة بين الحركات الإسلاميّة باعتبارها رائدة العمل الشعبي وبين الأنظمة الحاكمة، فتكتفي بالنصيحة وتصر عليها، وتكتفي بالتحرّك السلمي المناسب دون أن تصل إلى حد الصدام بحال من الأحوال.

ورأى أنّ كلّ البلاد التي يقطنها مسلمون دار إسلام، حتى ولو لم تطبّق فيها كثير من الأحكام الشرعيّة، وأنّ سائر بلاد العالم تدخل في نطاق دار العهد، وأنّ مفهوم الموالاة يعني أنّه لا يجوز للمسلم أن يناصر غير المسلم على أخيه المسلم في الحرب، أما مناصرة غير المسلم ضد غير المسلم فلا تدخل في مفهوم الموالاة.

ويرى أنّ الزواج من الكتابيّات جائز في الأصل إذا كنّ محصّنات، وأنّ بلاد الغرب ديار دعوة، ويجب احترام قوانينها ما لم تتعارض مع أحكام الإسلام وأنّ الموازنة مطلوبة بين الإقامة في الغرب والمحافظة على الأسرة والأبناء.

ووضع سلسلة كتب مدرسيّة للطلبة تناول فيها التربيّة الإسلاميّة بأسلوب سهل وميسّر، وألّف كتباً، منها: (المفاهيم الأساسيّة للدعوة الإسلاميّة في بلاد الغرب) وهو دراسة عن الأزمة الفكريّة الناتجة عن استقرار أعداد كبيرة من المسلمين في ديار الغرب وحصولهم على جنسيّة البلاد التي هاجروا إليها، ودخول أعداد من أبناء الغرب الأصليين في الإسلام، وعن حاجة الجميع إلى ثقافة أصيلة تنظّم عيشهم في مجتمعات غير إسلاميّة، و(السلام على أهل الكتاب) وهو دراسة عن العلاقة بين الأقليّات المسلمة، أو الأكثريّة المسلمة مع أهل الأديان الأخرى.

وله أيضًا (أثر انهيار قيمة الأوراق النقديّة على المهور) وهى دراسة أعدّت للمحاكم الشرعيّة السنيّة في لبنان عندما كان مستشاراً في المحكمة العليا، تتعلّق بمهور الزواج المعقودة في لبنان قبل عام 1985، و(تيسير فقه العبادات) ويتناول فقه العبادات بأسلوب جديد يتلاءم مع واقع الإسلام والمسلمين ليعود الفقه عاملاً أساسيّا من عوامل بناء المجتمع الإسلامي ليأخذ دوره المرموق في عمليّة الصحوة الإسلاميّة المعاصرة.

مؤلفات ودراسات

سلسلة مبادئ التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية - خمسة أجزاء.

سلسلة التربية الإسلامية للمرحلة المتوسطة - أربعة أجزاء.

الجزء الأول من كتاب التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية.

تيسير فقه العبادات.

دراسات حول الربا والمصارف والبنوك.

موقف الإسلام من الرق.

أحكام المواريث، دراسة مقارنة.

الأسس الشرعية للعلاقات بين المسـلمين وغير المسلمين.

نظـام التأمين وموقف الشريعة منه.

نبوّة آدم.

المرأة في الإسلام.

حكم الدواء إذا دخل فيه الكحول.

السلام على أهل الكتاب.

المفاهيم الأساسية للدعوة الإسلامية في بلاد الغرب.

أثر انهيار قيمة الأوراق النقدية.

وفاته

ظل الشيخ عاملا للإسلام مدافعاً عنه في كل مكان حتى توفي رحمه الله يوم الأحد 8 مايو عام 2011م بعد صراع مع المرض.. رحمه الله رحمة واسعة.