[email protected] الخميس، 21 نوفمبر 2024

التصنيفات

حسن الترابي

تجديد الفكر الإسلامي

حاول الترابي أن يضع قوانين للتجديد والاجتهاد خرج في بعض منها على ما ألفه العقل الجمعي في المجتهد، فهو لا يحصر الاجتهاد في شخوص معينين، فليس في الإسلام كنيسة وكهنة يحتكرون الدين، فالفكر الإسلامي فكر واقعي لا تجريدي. لذلك دعا الترابي إلى إعاة بناء علم الأصول بما يناسب الواقع.. وطمأن الفزعين من التجديد بقوله: «والدعوة للتجديد ليست دعوة للخروج على أصول الدين، إنما هي دعوة للتحري بمقتضى الدين في كل ظرف جديد للتعبير عن الدين وأحكامه وقيمه.. ولابد من منهج جديد.. وكذلك الفقه وتطور المجتمعات تستوجب فقهاً جديداً والدعوة سبقت إلى تجديد أصول الفقه.. فلابد أن تتغير النظرة إلى الأصول، وإذا كانت الأصول الإغريقية في المنطق قد تغيرت كثيراً وقد كملتها أصول في المنهج العلمي الطبيعي والمنهج الاجتماعي، فعلى المسلمين أن يستعينوا بـهذا ليسخروها في عبادة الله في مسائل الاجتهاد». وفي نظر الترابي إن من أبرز عوائق التجديد الديني هو تاريخ التدين، يقول: «تسمى بالسلفية آخرون يرون الدين متمثلا في تاريخ المتدينين، فهم بحسن نية يتعصبون لذلك التاريخ، وينسون أن مغزاه في وجهته لا في صورته، ويقلدون السلف لا في مسالكهم من التدين اجتهادا وجهادا، بل يحاكون حرف أقوالهم وأعمالهم، ويرون الاتباع لا في المضي قدما إلى الله، بل في الوقوف عند حد الأولين ومبلغهم، ومهما يكن تاريخ السلف الصالح امتدادا لأصول الشرع، فإنه لا ينبغي أن يُوَقَّر بانفعال يحجب تلك الأصول»....

عن المؤلف
حسن الترابي

حسن عبد الله الترابي (1 فبراير 1932 - 5 مارس 2016) هو مفكر وزعيم سياسي وديني سوداني. ويعتبر رائد مدرسة تجديد سياسي إسلامي. عمل الترابي أستاذاً في جامعة الخرطوم ثم عين عميداً لكلية الحقوق بها، ثم عين وزيراً للعدل في السودان. وفي عام 1988 عين وزيراً للخارجية السودانية. كما أختير رئيساً للبرلمان في السودان عام 1996. ولد حسن الترابي سنة 1932 في مدينة كسلا شرقي السودان وسط أسرة متدينة ميسورة تنتمي إلى قبيلة البديرية، توفيت أمه وهو صغير، وكان والده قاضيا وشيخ طريقة صوفية ودرّسه علوم اللغة العربية. تابع الترابي دراسة الحقوق في جامعة الخرطوم منذ عام 1951 حتى 1955، وحصل على الماجستير من جامعة أكسفورد عام 1957، دكتوراة الدولة من جامعة سوربون، باريس عام 1964. أتقن الترابي أربع لغات بفصاحة وهي العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية. توفى الترابي باحدي مستشفيات الخرطوم. إثر وعكة صحية مفاجئة يوم 5 مارس 2016. ونعته الكثير من الشخصيات العربية والإسلامية.

كتب متعلقة