كان الخليفة العباسي المنصور شديد الهيبة يخشاه الناس جميعاً، دخل عليه الإمام الأوزاعي رحمه الله يوماً فقال له المنصور: عظني، فقال: اعلم يا أمير المؤمنين أن الله هو الحق المبين ومن كره الحق فقد كره الله.

يا أمير المؤمنين إن الملك لا يدوم لمخلوق، وإنما الملك لله وحده ولو كان يدوم لأحد لما وصل إليك.

يا أمير المؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا للقصاص من نفسه في خدش خدشه أعرابياً وهو غير متعمد، فقال الأعرابي بأبي وأمي قد أحللتك، وما كنت لأفعل ذلك أبداً.

يا أمير المؤمنين إن خير الكرم عند الله التقوى، ومن طلب العزة بطاعة الله رفعه الله وأعزه، ومن طلبها بمعصية الله وضعه وأذله فلما انتهى من عظته أمر له المنصور بمال فاعتذر واستعفى من قبوله، وقال ما كنت لأبيع نصيحتي بعرض الدنيا فأحرم ثوابها، وأقلل من نفعها، ومادام أمير المؤمنين قائما بالعدل فنحن في خير الله ثم في خيره.

المصدر: منارات ويب