الشيخ محمد الغزالي

 إهانة الإسلام فى الصحف الأجنبية

أطلعنى بعض الشباب وهو غاضب على صور مستغربة فى مجلة فرنسية، وقال لى: يجب أن تردوا على هؤلاء المجرمين! فهدّأت من هياجه وقلت له: ما هذه الصور؟ فأخذ يشرح لى وأنا أعجب، هذه صورة محمد- عليه الصلاة والسلام- فى سمت تخيله رسام سكران.وهذه صور أصحابه الأقربين... وإلى جوارهم ركام متناثر من الجثث إشارة إلى انتشار الإسلام بالسيف ! وتلك صورة أخرى تمثل النبى الكريم وهو يخطب فى حجة الوداع وتحتها منظر يمثل جنون التدين! ورأيت صورة لباب الكعبة وفى أسفله صورة لشهادة بأن امرأة حجت وطافت وسعت...إلخ، فى إطار يذكر الناظر بصكوك الغفران التى يصورها قديما بابوات روما.. وقد أخذت لنفسى بعض هذه الصور، وكنت ضائق الصدر بالإسفاف الذى كتب معها، وشعرت بأن حقد الأوروبيين على محمد ودينه يتفجر من منبع لا يغيض أبدا.. قال الشاب: جزاء سيئة سيئة مثلها، ردوا على هؤلاء المعتدين! وفكرت ماذا أفعل؟. إننا معشر المسلمين نكن احتراما عميقا لموسى وعيسى ومريم وسائر أنبياء الله!! وحتى لو كان خصومنا يعبدون الأصنام والأبقار فنحن منهيون عن سب آلهتهم - مهما كان بطلانها- (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم).

 لكن إصرار أعداء الإسلام على النيل منه بأسلوب الرعاع يزيد ولا ينتقص، وقد أخذوا يطلقون أسماء مقدساتنا على بعض مباذلهم...! وما نعجز عن قمع هؤلاء وتمريغهم فى القذى! نعم نستطيع دون أن نكذب تصوير ما يشيعون- أعنى ما يتلون- من تهم هابطة لنوح ولوط وداود وسليمان.. الله يعلم أنهم فيها كذبة، وأن أنبياءه منها أبرياء. ويستطيع الغاضبون عندنا أن يطلقوا أسماء معينة على أماكن تخدش الحياء...

يبدو أننا نكره التدلى إلى هذا المنحدر ونحب من رجال الدين فى أوروبا أن يتراجعوا عن خططهم فى إهانة الإسلام ونبيه.

فالبغى مرتعه وخيم، وتصوير محمد فى زى رعاة البقر من الهنود الحمر لن يغض من أمجاده فى الأولين والآخرين، وأعرف أن ملاحدة شرعوا يكتبون أسماء موقرة على سلع مهينة، وعقبى هذا الطيش مروعة (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).