قرر الضابط الفرنسي ديزيه أن يكتسح الصعيد، واستكمل الزحف إلى جرجا في 16 ديسمبر، وفي قرية الفقاعي (مركز ببا) حيث توقفت قوة من 200 جندي لحماية المواصلات للقاهرة في انتظار المدفعية وباقي الجيش فتقدم أحد أهالي القرية وكان فتى لا يتجاوز 12 عاما وغافل الجنود واستولى على أسحلتهم، ورآه جندي آخر يجري حاملا البنادق، فأدركه وضرب ذراعه بالسيف وأخذه للجنرال ديزيه فسأله عما دفعه لهذا فقال الفتى بشجاعة "إن الله قادر على كل شيء، وقد أمره بذلك"!.. فعاود الجنرال السؤال عمن حرضه، فأعاد الفتى ما قال بتأكيد، فدهش الجنرال من شجاعته وأمر بجلده بالسوط 30 جلدة فأتمها الجلاد دون أن يتأوه الشاب ولا مرة واحدة!.. فعفى عنه الجنرال ديزيه إعجابا بشجاعته ولم يأمر بعقابه. عرفت هذه الحادثة بحادثة الفقاعي وروراها بدقة كل من الجنرال بليار Belliard في يومياته ومسيو فيفان دينون Vivant Denon أحد مؤرخي الحملة، وقد رسم للحادثة صورة شهيرة وضمنها في كتاب (رحلة لمصر السفلى والعليا أثناء حملة الجنرال بونابرت)
------------------------------
المصدر: مدونة تاريخ مصر