الكتاب، تناول الكثير من الأمراض التي كان من المتوقع أو كانت قائمة أمام الحركة الإسلامية. رد فيه المؤلف على بعض الشبهات المحيطة بقضية التطرف، من خلال إبراز الطبيعة الوسطية للإسلام، والعيوب والآفات المرتبطة بالغلو في الدين، مع تطواف واسع في مفهومَيْ التطرف والتشدد، ولاسيما فيما يتعلق بإلزام جمهور الناس بما لم يلزمهم الله تعالى به. كما تناول أسباب التطرف، مثل ضعف البصيرة بحقيقة الدين، والاتجاه الظاهري في فهم النصوص، والانشغال بالقضايا الجزئية على حساب القضايا الهامة، والإسراف في التحريم، والتباس المفاهيم. وتكلم عن معالجة هذه المشكلة، ودور المجتمع فيها، وأهمية فتح المجال للحريات وعدم التضخيم من ظاهرة التطرف، وتقدير ظروف الناس، والفهم والمعرفة الدينية لديهم....
ولد يوسف مصطفى القرضاوي بقرية صفت تراب مركز المحلة الكبرى، محافظة الغربية، بتاريخ 9 سبتمبر/أيلول 1926. حيث نشأ وحفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره. الدراسة التحق القرضاوي بالأزهر حيث أتم دراسته الابتدائية والثانوية. التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية سنة 1953. حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954. وفي سنة 1958 حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب. في سنة 1960 حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين. في سنة 1973م حصل على الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، عن: "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية". عضوية جماعة الإخوان المسلمين والاعتقال انتسب القرضاوي إلى جماعة الإخوان المسلمين بمصر وقد تعرض للاعتقال وهو طالب في المرحلة الثانوية سنة 1949، وفي يناير/كانون الثاني 1954م، ثم في نوفمبر/تشرين الثاني من نفس السنة واستمر اعتقاله قرابة عامين، ثم في سنة 1963. الوظائف عمل القرضاوي بالخطابة والتدريس في المساجد، ثم أصبح مشرفاً على معهد الأئمة التابع لوزارة الأوقاف في مصر. نقل بعد ذلك إلى الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف للإشراف على مطبوعاتها والعمل بالمكتب الفني لإدارة الدعوة والإرشاد. في سنة 1961 أعير إلى دولة قطر، عميدا لمعهدها الديني الثانوي. في سنة 1973 أنشئت كليتا التربية للبنين والبنات نواة لجامعة قطر، فنقل إليها ليؤسس قسم الدراسات الإسلامية ويترأسه. في سنة 1977 تولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وظل عميداً لها إلى نهاية العام الجامعي 1989/1990، كما أصبح المدير المؤسس لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر، ولا يزال قائما بإدارته إلى اليوم. أعير من دولة قطر إلى جمهورية الجزائر خلال العام الدراسي 1990/1991م ليترأس المجالس العلمية لجامعتها ومعاهدها الإسلامية العليا. عاد إلى عمله في قطر مديرا لمركز بحوث السنة والسيرة منذ 1991 حتى الآن. الجوائز نال الدكتور القرضاوي جوائز عديدة ومن ذلك: جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ. جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك في الدراسات الإسلامية لعام 1413هـ. جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996. جائزة السلطان حسن البلقية (سلطان بروناي) في الفقه الإسلامي لعام 1997. تآليفه ألف القرضاوي الكثير من الكتب في مجالات عدة أهمها: علوم القرآن والسنة الفقه العقيدة التصوف الدعوة والتربية توجيه التيار الإسلامي تراجم الشخصيات الإسلامية الأدب (شعر ومسرح) وكان القرضاوي عضوا في عشرات المجالس والمؤسسات التي تعنى بالدين الإسلامي والتعريف به. ويعد الشيخ القرضاوي أحد المختصين البارزين في مجال الاقتصاد الإسلامي. بعض آرائه السياسية في العمل السياسي الإسلامي يرى القرضاوي أن الحركة الإسلامية تعني مجموع العمل الإسلامي الجماعي الشعبي. كما يرى أنه ليس من العدل تحميل الحركة الإسلامية مسؤولية كل ما عليه مسلمو اليوم من ضياع وتمزق وتخلف، بل إن ذلك هو حصيلة عصور الجمود وعهود الاستعمار، وإن كان عليها بلا شك قدر من المسؤولية يوازي ما لديها من أسباب وإمكانات مادية ومعنوية هيأها الله لها، استخدمت بعضها، وأهملت بعضا آخر، وأساءت استعمال بعض ثالث. ويرى ضرورة أن تقف الحركة الإسلامية مع نفسها للتقويم والمراجعة، وأن تشجع أبناءها على تقديم النصح وإن كان مراً، والنقد وإن كان موجعا ولا يجوز الخلط بين الحركات الإسلامية والإسلام ذاته، فنقد الحركة لا يعني نقد الإسلام وأحكامه وشرائعه، ولقد عصم الله الأمة أن تجتمع على ضلالة, ولكنه لم يعصم أي جماعة أن تخطئ أو تضل خصوصاً في القضايا الاجتهادية التي تتعدد فيها وجهات النظر. ويرى أن الاستبداد السياسي ليس مفسداً للسياسة فحسب بل هو مفسد للإدارة والاقتصاد والأخلاق والدين، فهو مفسد للحياة كلها. ويرى أن أهم المحاور التي يقوم عليها هذا التيار، والمعالم التي تميزه: الجمع بين السلفية والتجديد. الموازنة بين الثوابت والمتغيرات. التحذير من التجميد والتجزئة والتمييع للإسلام.