[email protected] الثلاثاء، 19 مارس 2024

التصنيفات

محمد الغزالي

خلق المسلم

هذا الكتاب هو من أشهر المؤلفات الإسلامية، وأشهر ما تُرجِمَ إلى لغات عديدة، وأهم ما يقتنى من الكتب التي جمعتها الثقافة الإسلامية. وقد كان الشيخ محمد الغزالي يعيب على المكتبة الإسلامية الإسهاب الكبير في كتابة تفاصيل ثانوية في الفقه، كانت أحرى وأجدر أن تبدل بعلوم أخرى، تنقل المسلم من العلم التلقيني إلى الحياة الحركية العملية، وتنقل فيها روح الإسلام من بطون الكتب إلى الحياة.. وهكذا عاش الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد كان خلقه القرآن.. وشهد بذلك له الله جلَّ شأنه حين قال: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} كما قال -صلى الله عليه وسلم- "إنما بعثت الأتمم مكارم الأخلاق". وبقاء الأمم واستمرارها يقاس بمدة احتفاظها بالأخلاق والسلوكيات والقيم الرفيعة، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا، والإسلام دون غيره أفرد في نصوصه خاصية للأخلاق وتربية النفس، وجعل لها الصدارة عن كثير من العبادات المادية الظاهرة وقدمها؛ كيلا يخالف ظاهر المسلم باطنه، وتتحول عبادته إلى مواقف تمثيلية ترديه أسفل سافلين.. وأولو البصيرة هم الذين يستخلصون هذا من روح النصوص وهدفها الأبعد، وما كان لأحد أن يكتب بإتقان في هذا المجال إلا الشيخ محمد الغزالي. ما يميّز هذا الكتاب أنه عميــق الأثر بالنسبة لعدد صفحاته، فهو خفيف على النفس وفي الوقت عينه يشدك فيه (ما يتضح من اسمه) أن منظوره "إسلامي" وأنه مستوحى من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.. فهو لا يهذب الأخلاق فقط بل تفهم منه معاني بعض الآيات والأحاديث التي كانت تتخلل الكلام بخفّة، ولا يغيب عن البال أسلوب الغزالي الأدبي الجميل. وقد حرص مؤلفه أن يلفت أنظار المنصفين إلى أساليب التربية والأخلاق الرائعة التى جاء بها صاحب الرسالة الخاتمة ونقل بها العالم من الغي إلى الرشاد....

كلمات مفتاحية:   خلق المسلم   الغزالي
عن المؤلف

الشيخ محمد الغزالي (1917-1996) أحد أهم المجددين في العصر الحديث، يحمل تاريخ ما يزيد عن نصف قرن من العمل الإسلامي وهو أحد معالم الحركة الإسلامية الحديثة ورموزها، رافق نشأة الحركة الإسلامية، تحرر مبكرًا من سيطرة الأفكار الجامدة والمعتقدات الفاسدة والأيديولوجيات التي تفسد استقامة النظر والفكر والتصور، قرأ في كل الاتجاهات الإسلامية التراثية والمعاصرة، وكذلك المذاهب الوضعية – كما تدل على ذلك مؤلفاته – فكان باحثًا دقيقًا ومصلحًا ثائرًا وفقيهًا مجددًا، وجاءت مؤلفاته تمثل معالم الإحياء الإسلامي المنشود ذات رؤية خاصة تجمع ولا تفرق، تتسم بالتطور والمستقبلية اللذين يحتاجهما الفكر الإسلامي المعاصر، وتحذر من المزالق التي يمكن أن تقع فيها الدعوة الإسلامية، وربط بين المقدس والواقع –في وقت ازدهر فيه الفكر العلماني– فكتب: "الإسلام والأوضاع الاقتصادية"، و"الإسلام والمناهج الاشتراكية"، وفي محنة الحركة الإسلامية كتب: "الإسلام والاستبداد السياسي"، ثم كتب حين اتهمت الحركة الإسلامية بالتطرف "من معالم الحق"، "كيف نفهم الإسلام؟" وكتب محذرًا من عواقب الاختراق الثقافي للأمة "الغزو الثقافي يمتد في فراغنا".

كتب متعلقة